طرق حساب كتلة الدهون في الجسم

كيفية حساب كتلة الدهون في الجسم

تُعدّ معرفة نسبة كتلة الدهون في الجسم من العوامل الأساسية التي تساعد على تقييم الصحة العامة بشكل دقيق. فبينما قد يركّز كثير من الأشخاص على الوزن العام كأداة للقياس، إلا أن نسبة الدهون في الجسم تُعتبر مقياسًا أدق وأكثر وضوحًا للصحة. يتأثر توزيع الدهون في الجسم بالعديد من العوامل، مثل العمر، والجنس، والنشاط البدني، والنظام الغذائي. لذا، فمن المهم جدًا معرفة الطريقة الأمثل لحساب كتلة الدهون في الجسم لضمان الحصول على تقييم صحي شامل.

أولًا: تعريف كتلة الدهون في الجسم

كتلة الدهون في الجسم (Body Fat Mass) هي مقدار الدهون الموجودة في جسم الإنسان. يشمل ذلك الدهون المخزنة في مناطق مختلفة مثل البطن، والأرداف، والفخذين، بالإضافة إلى الدهون الداخلية حول الأعضاء الحيوية مثل القلب والكبد. تعد هذه الدهون أساسية للجسم حيث تلعب دورًا في تخزين الطاقة، والحماية من الصدمات، وتنظيم حرارة الجسم.

ومع ذلك، فوجود كميات زائدة من الدهون يمكن أن يؤدي إلى العديد من المشكلات الصحية مثل مرض السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم. لذلك، فإن حساب كتلة الدهون في الجسم أمر مهم لفهم المخاطر الصحية المحتملة.

ثانيًا: الطرق المختلفة لحساب كتلة الدهون في الجسم

1. مؤشر كتلة الجسم (BMI)

مؤشر كتلة الجسم (BMI) هو أحد الأساليب الشائعة لقياس وزن الشخص بالنسبة لطوله. يُستخدم هذا المؤشر بشكل رئيسي لتحديد ما إذا كان الشخص يعاني من زيادة في الوزن أو سمنة. يتم حسابه باستخدام المعادلة التالية:

$$BMI = \frac{{الوزن (بالكيلوجرام)}}{{الطول (بالمتر) ^2}}$$

ومع ذلك، فإن مؤشر كتلة الجسم ليس مقياسًا دقيقًا لكتلة الدهون في الجسم، لأنه لا يأخذ في الاعتبار توزيع الدهون أو تركيب الجسم. يمكن أن يكون شخص ذو BMI مرتفع لكنه يمتلك كتلة عضلية عالية، مما يجعله يظهر على أنه زائد الوزن رغم أن نسبة الدهون في جسمه منخفضة.

2. قياسات السمك الجلدية (Skinfold Measurements)

واحدة من أكثر الطرق شيوعًا لقياس الدهون في الجسم هي قياسات السمك الجلدية باستخدام أدوات مثل “الكالِبَر” لقياس سمك الطيات الجلدية. يتم تحديد عدد من المواقع التي يتم فيها قياس السمك مثل البطن، والذراعين، والفخذين، والصدر، والظهر. هذه الطريقة تعطي تقديرًا لنسبة الدهون في الجسم استنادًا إلى سمك الطيات الجلدية في هذه المناطق.

تتمثل ميزة هذه الطريقة في أنها توفر تقديرًا قريبًا لنسبة الدهون في الجسم، لكنها قد تتأثر بمهارة الشخص الذي يقوم بالقياس. أيضًا، لا يمكن قياس الدهون في المناطق العميقة مثل الدهون الحشوية باستخدام هذه الطريقة.

3. الميزان الذكي (Bioelectrical Impedance Analysis – BIA)

يعمل جهاز تحليل المقاومة الحيوية (BIA) على قياس مقاومة الجسم للكهرباء. يتم إرسال تيار كهربائي ضعيف عبر الجسم، وتستغرق الدهون وقتًا أطول لمرور الكهرباء من العضلات والماء. بناءً على هذا المبدأ، يمكن للجهاز تقدير نسبة الدهون في الجسم، حيث يتم حساب المقاومة الناتجة عن التغير في تدفق الكهرباء عبر الأنسجة المختلفة.

يتميز جهاز BIA بسهولة الاستخدام وتوفره في العديد من الأجهزة المحمولة مثل الميزان الذكي الذي يستخدمه الأشخاص في منازلهم. ومع ذلك، يمكن أن تتأثر دقة القياسات بالعوامل المختلفة مثل درجة الحرارة، ومستوى الترطيب، والوقت الذي يتم فيه القياس.

4. دهن الجسم باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو الأشعة المقطعية (CT)

تعتبر تقنيات التصوير الطبي مثل الرنين المغناطيسي (MRI) أو الأشعة المقطعية (CT) من أكثر الطرق دقة لقياس توزيع الدهون في الجسم. توفر هذه الفحوصات صورًا تفصيلية يمكن من خلالها تحديد كميات الدهون الداخلية (الحشوية) والدهون تحت الجلد. لكن، يعتبر هذا الأسلوب مكلفًا وغير متاح بسهولة للكثير من الأشخاص، ما يجعلها خيارًا أقل استخدامًا في الحياة اليومية.

5. التحليل باستخدام المقياس الثنائي للطيف بالأشعة السينية (DXA)

يُعتبر جهاز DXA من أكثر الأجهزة دقة في قياس تكوين الجسم، حيث يوفر تحليلًا ثلاثي الأبعاد لكتلة الدهون، وكتلة العضلات، والعظام. يستخدم هذا الجهاز الأشعة السينية لفحص الجسم وتقديم تقييم دقيق لنسبة الدهون، مع إعطاء تفصيل دقيق للدهون الحشوية. بالرغم من دقته العالية، فإن تكلفة هذا الفحص تعد مرتفعة، مما يجعله غير متاح للجميع.

ثالثًا: العوامل المؤثرة على حساب كتلة الدهون في الجسم

1. الجنس

الجنس يلعب دورًا كبيرًا في توزيع الدهون في الجسم. عادةً ما تكون نسبة الدهون لدى النساء أعلى منها لدى الرجال، حيث تحتاج النساء إلى نسبة أكبر من الدهون لدعم الوظائف الحيوية مثل الحمل والرضاعة. تكون الدهون لدى النساء أكثر تراكمًا في مناطق مثل الأرداف والفخذين، بينما يميل الرجال إلى تخزين الدهون في منطقة البطن.

2. العمر

مع تقدم العمر، يميل الجسم إلى زيادة نسبة الدهون وتقليل الكتلة العضلية. هذه التغيرات تساهم في تغيير توزيع الدهون داخل الجسم، حيث يمكن أن تزداد الدهون الحشوية (الدهون التي تحيط بالأعضاء الداخلية) بشكل ملحوظ مع التقدم في السن.

3. النشاط البدني

النشاط البدني له تأثير مباشر على نسبة الدهون في الجسم. الأشخاص الذين يمارسون تمارين رياضية منتظمة يكون لديهم عادة نسبة دهون أقل مقارنة بالأشخاص الذين يفتقرون إلى النشاط البدني. تساعد التمارين الرياضية في بناء العضلات، مما يقلل من نسبة الدهون في الجسم.

4. التغذية

تعد التغذية أحد العوامل الأساسية في تحديد نسبة الدهون في الجسم. اتباع نظام غذائي غني بالدهون المشبعة، والكربوهيدرات البسيطة، والمقليات يمكن أن يؤدي إلى تراكم الدهون في الجسم. على العكس من ذلك، فإن تناول نظام غذائي متوازن يحتوي على البروتينات والدهون الصحية يمكن أن يساعد في تقليل نسبة الدهون في الجسم.

5. الوراثة

العوامل الوراثية تلعب دورًا في كيفية توزيع الدهون في الجسم. بعض الأشخاص يكونون أكثر عرضة لتخزين الدهون في مناطق معينة من الجسم، وهذا يعتمد على الجينات التي يحملونها.

رابعًا: أهمية حساب كتلة الدهون في الجسم

يعد حساب كتلة الدهون في الجسم من الأدوات الهامة لتقييم الحالة الصحية. يمكن أن يساعد في الكشف عن مخاطر صحية محتملة مثل أمراض القلب، والسكري، وارتفاع ضغط الدم، والسمنة. بالإضافة إلى ذلك، يعد مؤشرًا جيدًا لتحديد مستوى اللياقة البدنية.

فهم كتلة الدهون يمكن أن يساعد الأفراد في تحديد أهداف صحية واقعية، سواء كان الهدف هو إنقاص الوزن أو بناء كتلة عضلية. كما يساعد الأطباء والمتخصصين في وضع خطط علاجية مخصصة بناءً على تكوين الجسم.

في النهاية، يُعد حساب كتلة الدهون في الجسم أداة قيمة توفر فهمًا أعمق عن صحة الجسم بشكل عام، مقارنةً بالوزن وحده. توفر طرق قياس الدهون المختلفة نتائج متنوعة، ولكن الجمع بين عدة طرق قد يكون الخيار الأمثل للحصول على صورة شاملة وصحيحة لحالة الجسم.